المقسط
- أحمد صديق
- 18 فبراير
- 2 دقائق قراءة
( تابع ) اسماء الله الحسنى التي يدعى بها
( 86 ) المقسط
الله " المقسط " معناه لدى جمهور العلماء انه سبحانه لا يظلم مثقال ذرة وهو العادل في حكمه ينتصف للمظلوم من الظالم ان
آجلا أو عاجلا.
وهذا ما يتجلى في القرآن، ومن ذلك : :
من سورة آل عمران :
" شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلۡعِلۡمِ قَآئِمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (18) "
" وأًلوا العلم " هم الرسل والمؤمنون عامة
ومن سورة الآنبياء:
" وَنَضَعُ ٱلۡمَوَٰزِينَ ٱلۡقِسۡطَ لِيَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ فَلَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡـٔٗاۖ وَإِن كَانَ مِثۡقَالَ حَبَّةٖ مِّنۡ خَرۡدَلٍ أَتَيۡنَا بِهَاۗ وَكَفَىٰ بِنَا حَٰسِبِينَ (47) "
وكما يقول المفسرون بصفة عامة الله تعالى يخبر في هـذه الآية عن القضاء العادل يومَ القيامةِ بأنّه يوازِنُ بين أعمال العباد موازنةً دقيقةً، فيحاسبُ كُلاًّ على أعماله، ووصفَ الله تعالى الموازينَ بالقسطِ، لأنَّ الميزانَ قد يكونُ مستقيماً، وقد يكون بخلافه، فبيَّن أنَّ تلك الموازين تجري على حدِّ العدل والقسطِ، وأكد ذلك بقوله: ﴿فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا﴾.
وقد صور القرآن الكريم دقّة الموازنةَ بصورةٍ حسيةٍ من مألوف الناس، قال تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 8 ـ 9].
وقد ثبت وصفه سبحانه بالعدل في أفعاله ، كما في البخاري (3150) ومسلم (1062) من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود ، في شأن الذي اعترض على قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( فَقَالَ : فَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ يَعْدِلْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ )
والقسم : بفتح القاف والسين، هو للغنيمة .
قال ابن القيم رحمه الله :
والعدْلُ من أوصاف الله تعالى في فعلهِ ومقالِهِ والحكم في الميزانِ
وورد في معناه عن معاذ رضي الله عنه ، أنه كَانَ لَا يَجْلِسُ مَجْلِسًا لِلذِّكْرِ حِينَ يَجْلِسُ ، إِلَّا قَالَ : ( اللَّهُ حَكَمٌ قِسْطٌ هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ ... ) رواه أبو داود (4611) ـ موقوفا على معاذ ـ وصححه الألباني .
Comments